
في قصة إنسانية نادرة ومؤثرة، شهدت الشقيقتان التوأم المتطابقتان “ميغان” و”صوفي ووكر” من إدنبرة، اسكتلندا، ظاهرة غريبة حيّرت الأطباء وأثارت مشاعر الحزن والإعجاب على حد سواء.
كانتا متطابقتين في كل شيء تقريباً؛ ملامحهما، ضحكتهما، درجاتهما المدرسية، وحتى إكمال إحداهما لجملة الأخرى. لكن القدر خبأ لهما اختباراً قاسياً لم يخطر على بال.
بدأ الأمر في عام 2017 حين تدهورت صحة ميغان بشكل مفاجئ. بدأ وزنها في الانخفاض الحاد، وأصبحت شاحبة منهكة، تعاني من الغثيان وآلام شديدة في المعدة والظهر. هرع الوالدان لإجراء سلسلة من الفحوصات، لكن النتائج
كانت دائماً مطمئنة، ولم يجد الأطباء أي سبب واضح لمعاناتها.
الغريب أن أختها صوفي كانت تبدو وقتها بصحة جيدة ونشاط طبيعي، وكأن المرض لا يعرف طريقه إليها.
لكن الصدمة جاءت بعد أشهر، عندما اكتشف الأطباء أن صوفي، التي كانت بصحة جيدة، تحمل في جسدها ورماً سرطانياً خطيراً من نوع “ورم ويلمز” على الكلية اليسرى، وهو نوع نادر يصيب الأطفال. لم يصدق الوالدان ما سمعاه، فالمريضة الحقيقية لم تكن ميغان التي عانت الأعراض، بل صوفي التي ظلت تخفي المرض بصمت.
خضعت صوفي لجراحة استغرقت سبع ساعات لاستئصال الورم وكلية كاملة، ثم بدأت رحلة علاج كيميائي
قاسية. طوال تلك الفترة، كانت ميغان تلازم أختها خطوة بخطوة، حتى إنها حاولت أن تقص شعرها تضامناً معها لكن الأم رفضت قائلة: “لا أستطيع… ميغان هي صورتي عن شكل صوفي، وهي الأمل بأن تعود كما كانت يوماً”.
رغم أن الأطباء توقعوا تحسناً،لكنفقد عادت الإصابة أكثر من ثلاث مرات خلال سبع سنوات، ورغم فترات التعافي القصيرة، كان المرض يهاجم من جديد بلا رحمة.
ميغان، التي لقّبها أهلها بـ “السياسية” لذكائها وهدوئها، لم تفارق أختها لحظة، وكأن رابط الدم بينهما أقوى من حدود الجسد. حتى الأطباء رجّحوا أن ما حدث لميغان في البداية كان انعكاساً نفسياً وجسدياً
للألم الذي كانت صوفي تشعر به.
في يوليو 2024، وبعد معركة طويلة وشجاعة، أغمضت صوفي عينيها للمرة الأخيرة عن عمر 17 عاماً، وميغان تمسك بيدها حتى اللحظة الأخيرة. رحلت الفتاة التي وصفها أهلها بأنها “جميلة، ذكية، مرحة، عطوفة، وشجاعة”، تاركة وراءها فراغاً لا يُملأ وذكريات من الحب النادر الذي يجمع التوائم.
وحتى اليوم لم يجد الأطباء تفسيراً، عن كيفية شعور ميجان بأعراض المرض وصوفي هي من حملت المرض.
ربما كانت ميغان مرآة روح أختها، تعكس ما لا يُرى وتحتفظ بما لا يُقال. وربما كان السر في أن بعض القلوب تولد وهي تحمل عبء قلب آخر، حتى بعد أن
يتوقف عن النبض.