لعنة الحنة بقلم حور حمدان

لعنة الحنة بقلم حور حمدان

فضلت ابص على الرسمة الغريبة الي صاحبة حماتي رسمتهالي وانا مستغربة جدا بس حاولت انفض أي فكرة من دماغي وقومت غسلت وشي عشان انام.
وفعلا دخلت على السرير وغمضت عيني بس حسيت بحرقان في ايدي صعب اوووي.
قومت قعدت وشغلت النور بس الصدمة اني لقيت صوابعي بقا شكلها غريب وطولت اوي بقت عاملة زي الديل بظبط شكلها كان يفزع ومقرف بشكل لا يحتمل.
مسكت فوني بسرعة الي كان جمبي وفتحته وانا الدموع مغرقة وشي وصورت ايدي وبعتها لاحمد.
بعتهاله وانا منهارة من العياط وكتبتله تحتها بصعوبة
_ من وقت ما رسمت الحنة دي وانا صوابعي عملت كدا انا مرعوبة بجد!
كنت مستنية منه أي رد أي حاجة غير انه يقولي
_ نهارك ازرق! دي لعنة جبتيها منين الحنة دي
مسحت دموعي باستغراب وقلتله
_ مامتك وخالتك الي جابولي الحنة وواحدة جت معاهم رسمتهالي!
شاف المسدج وفضل حوالي دقيقة يكتب ويمسح

كلام في الآخر لقيته بيقولي
_ ازاي يا حور! دي مصيبة يستحال أهلي يكونوا عارفين كدا وخلوها رسمتها ليكي
ولية يستحيل ما حماتي فعلا بتكرهني بس آخر فترة معاملتها الوحشة معايا اتغيرت وبقت تعاملني حلو جدا وكان دا مخليني مستغربة اوووي بس قولت يمكن ربنا هداها.
كتبتله بدموع
_ أعمل ايه دلوقتي يا أحمد انا خايفة أوي!
بس الصدمة لما لقيته بيقولي
_ روحي لشيخ لازم يا أما هتموتي.
قفلت الشات ورنيت عليه وعياطي بدأ يزيد عشان ايدي بقت توجعني أكتر.
رد بعد وقت ببرود
_ ايوة يا حور بترني ليه
قلتله بعياط
_ برن ليه! ايه هو انت بجد هتسبني أروح للشيخ لوحدي
بكل جفا قالي
_ ايوة انا أهلي أصلا يستحيل يعملوا كدا ومكنوش جاين عندك. وبعدين ليه بتعيطي كل دا عشان أقلب على أمي يعني لا انسي. وغير كدا رسمتي رسمة تقرف على ايدك وعدلتي الصورة بالذكاء الاصطناعي وبتعملي

حوار وانتي عارفة إن فرحنا بعد كم يوم. ليه تعملي كدا وتنكدي علينا وع فكرة انا سألت أمي وقالتلي إنها مجتلكيش لا هي ولا خالتو.
قلتله بضعف
_ أحمد انا فعلا تعبانة والله العظيم مبكدب عليك طب تعالى شوف بنفسك.
سكت شوية ولقيته بيقول
_ حور هو هو انتي بتتكلمي بجد
رديت بسرعة ودموعي لسه نازلة
_ والله العظيم بجد يا أحمد انا مش قادرة استحمل الوجع وشكل ايدي بيزيد سوء كل دقيقة.
سمعته بيشهق من على التليفون
_ طب اسمعيني أنا جاي حالا افتحي الباب ومتقفليش وحطي حاجة تقيلة على ايدك يمكن نلحق نوقف الموضوع.
قلبي دق بسرعة من كلامه حسيت لأول مرة إنه مصدقني بجد.
عدت دقايق قليلة وأنا قاعدة على الأرض قدام الباب جسمي بيرتعش ودماغي مشوشة من كتر الخوف لحد ما سمعت صوت عربيته تحت.
فتح الباب بسرعة وبمجرد ما شاف ايدي اتغير وشه وصوته علي
_ يا نهار أبيض! إيه دا

يا حور! دي مش طبيعية خالص!
مسك إيدي بحرص وهو بيحاول ما يبينش قلقه لكن عينيه فضحته.
_ اسمعيني احنا هنروح دلوقتي لشيخ أنا عارفه وما فيش حاجة هتأذيكي طول ما انا معاكي.
ركبنا العربية وهو ماسك إيدي بإيده التانية وكل شوية يبص عليها وكأنه بيحسب الوقت.
كنت حاسة إن كل الشوارع بقت أطول والليل بقى أغمق من الطبيعي والهدوء برة العربية كان مرعب.
قربنا نوصل لكن فجأة حسيت بحرارة غريبة بتخرج من ايدي وألوان الرسمة في الحنة بدأت تتحرك ببطء وكأنها بتتنفس.
صرخت
_ أحمد! الرسمة بتتحرك!
ضغط على فرامل العربية فجأة وبصلي بخوف
_ امسكي نفسك يا حور خلاص احنا قربنا
وصلنا عند بيت الشيخ كان راجل كبير صوته عميق ونبرته فيها رهبة. قعدنا قدامه وأنا ماسكة إيد أحمد وإيدي بتترعش.
بص الشيخ على صوابعي عينه ضاقت وقال ببطء وكأنه بيزن كل كلمة
_ مين اللي عمل الرسمة

دي
بلعت ريقي بصعوبة وبصيت لأحمد
_ واحدة جت

مع حماتي واختها
الشيخ نزل راسه لحظة وكأنه بيستعيذ وبعدين رفع عينه في أحمد
_ دي مش رسمة عادية ده سحر أذى مربوط بعهد. واللي بيعمله بيكون ناوي خراب وأذية توصل للموت.
أحمد وشه اتبدل كأن نار اشتعلت جواه قام فجأة
_ قومي يا حور دلوقتي!
ركبنا العربية الطريق كان صامت لكن صمته كان أخطر من أي كلام. كل ثانية كانت بتزود الضغط وانا حاسة قلبي بيخبط في ضلوعي.
وصلنا بيت حماتي خبط أحمد الباب بقوة ولما فتحت شافته واقف زي البركان.
_ إنتي عملتي إيه لحور!
هي تراجعت خطوة وابتسمت ابتسامة باردة
_ مالك يا ابني اتجننت
صوته كان زي السوط
_ ما تمثليش! الست اللي جبتها رسمت لها سحر أذى ليه!
لمعت عينيها بنظرة قاسية وقالت من غير ما تهتز
_

أيوة أنا اللي عملت كده.
شهقت وأحمد صوته علي أكتر
_ إنتي با أمي! ليه!
قالت وهي بترفع راسها بفخر غريب
_ عشان كنت عايزاك تتجوز بنت خالتك وانت خالفتني وخطبت حور. حتى كتبت كتابكم من ورايا! كنت فاكرة إني همنع الجوازة ولما لقيتك مصر قررت أذييها. ومش ندمانة.
أحمد خطا خطوة لقدام عينه سودة من الغضب
_ إنتي بتتكلمي عن جريمة! دي حياة إنسانة!
ابتسمت ببرود وهي تبصلي
_ وهي دي الحياة اللي انت اخترتها تستحمل تبعاتها.
هنا حسيت الجو حوالي بارد فجأة وأحمد صوته اتكسر بين الغضب والخذلان
_ انتي مش بس خسرتيني انتي خسرتي نفسك للأبد.
مسك إيدي بقوة وسحبني وخرجنا وانا قلبي بيخبط من الرعب حاسة إن عيونها لسه بتطاردني.
رجعنا للشيخ وأنا لسه

حاسة ببرودة كلامها جوه قلبي. قعدت قدامه وأحمد جنبي ماسك إيدي كأنه بيحميها من أي حاجة.
الشيخ حط نظره على الرسمة وقال بهدوء مخيف
_ بسم الله استعدوا.
بدأ يقرأ آيات قوية بصوت عميق يهز المكان. كل كلمة كانت كأنها نار بتنزل على الحنة.
حسيت حرارة رهيبة في إيدي والحنة بدأت تلمع بلون أحمر غريب وبعدها تتحول لسواد قاتم كأنها بتتحرق من جوه.
كنت بصرخ وأحمد شدني ناحيته صوته بيهتف
_ استحملي يا حور خلاص قربت!
الألوان في الحنة بدأت تتحرك بشكل عشوائي خطوطها بتتلوي كأنها مخلوقات صغيرة بتحاول تهرب وكل ما الشيخ يرفع صوته أكتر السواد يتفتت زي الرماد ويتساقط على الأرض.
الريحة كانت خانقة زي ريحة حاجة اتحرقت لكن فجأة حسيت خفة غريبة في

إيدي والحنة اختفت بالكامل وصوابعي رجعت زي ما كانت.
الشيخ مسح عرقه وقال
_ خلاص السحر اتفك. لكن احذروا القلوب السوداء أخطر من أي لعنة.
أحمد بصلي بعينين مليانة حب وراحة
_ قولتلك طول ما أنا معاكي مفيش حاجة هتقدر علينا.
عدت أسابيع واليوم اللي كان بيهددوا يمنعوه جه.
قاعة الفرح كانت مليانة نور وضحك وأنا لابسة فستان أبيض وبمسك إيد أحمد اللي لسه ماسكها بنفس القوة من يوم الشيخ.
موسيقى الفرح شغالة وضحكاتنا بتغطي على أي ذكرى وحشة.
أحمد قرب مني وسط الزغاريد وقال بضحكة
_ شايفة حتى اللعنات ما قدرتش علينا.
ضحكت والدموع في عيني وقلت
_ لأنك كنت جنبي.
رقصنا وسط الناس والليلة دي كانت بداية حياتنا الجديدة حياة اخترناها مع

بعض بعيد عن أي شر.
تمت
لعنة_الحنة
حكاوي_كاتبة
حور_حمدان



0 التعليقات

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Oops!
It seems there is something wrong with your internet connection. Please connect to the internet and start browsing again.